كتاب الصفات للشيخ «ابن معمر» وليس للحازمي!
صدر عن دار الطحاوي للنشر بالرياض وحديث أكادمي للنشر بفيصل آباد ـ باكستان؛ كتاب «الصفات» تأليف محمد بن ناصر الحازمي، المتوفى سنة 1283 هـ تحقيق عبد الحميد بن حبيب الله نشاطي. وتقديم الشيخ صفي الرحمن المباركفوري، وكان تاريخ الطبع 1415 هـ. وبالقراءة فيه تبين لي أن الكتاب ليس للحازمي، وإنما للشيخ حمد بن معمر.
ومنشأ الخطأ أن لهذا الكتاب نسخة خطية في خزانة الرباط بالمغرب العربي، تحت رقم (30ك) بعنوان: «إثبات الصفحات» لمحمد بن ناصر الحازمي. وعن هذه النسخة طبع الكتاب بالهند طبعة حجرية، وعن هذه الطبعة طبع الكتاب في دار الطحاوي بالرياض وحديث أكادمي بباكستان، كما أشار إلى ذلك المحقق.
والحق أن نسبة الكتاب في نسخة الرباط إلى الحازمي منشؤه تشابه الأسماء، فالحازمي هو محمد بن ناصر. وابن معمر حمد بن ناصر. ويبدو أن الناسخ يمني فظنها لابن ناصر الحازمي. وعلى أي لون كان منشأ الخطأ، فإن الكتاب من تأليف الشيخ حمد بن ناصر بن معمر. وذلك للأمور التالية:
أولاً: هناك ثلاث نسخ خطية للكتاب مثبت عليها نسبة تأليف الكتاب إلى الشيخ حمد بن معمر.
أولاها: نسخة نفيسة كتبت بخط أحد تلامذة ابن معمر وهو محمد بن حمد بن إبراهيم ابن سليمان، سنة 1225هـ أي السنة التي توفي فيها ابن معمر. هذه النسخة موجودة في مكتبة الموسوعة الفقهية بالكويت، تحت رقم (728) وقد كتب على طرفتها: «التحفة المدنية في العقيدة السلفية تأليف الشيخ شيخنا أحمد بن ناصر بن عثمان بن أحمد بن محمد المعمّري، غفر الله له».
ثاني تلك النسخ: نسخة ضمن مجموع يحمل رقم (472/86) في المكتبة السعودية، كتب على طرة المجموع: «رد ابن معمر لأهل المدينة»، وقد نسخ هذا المجموع حوالي سنة 1215 هـ.
ثالث تلك النسخ: نسخة في مكتبة الشيخ الفاضل عبد العزيز بن مرشد رحمه الله تعالى كتب على طرتها: «هذا اعتقاد الشيخ الإمام العالم العلامة والحبر البحر الفهامة محمد بن عبد الوهاب ـ أجزل الله له الثواب. ثم اعتقاد شيخنا وقدوتنا حمد ابن ناصر ابن عثمان .. ».
ثانياً: أن المؤلف يقول: «شيخنا محمد بن عبد الوهاب» والحازمي رحمه الله لا يعرف له تتلمذ على الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بل بين وفاتيهما سبعة وسبعون عاماً، والشيخ في نجد، والحازمي في اليمن.
ثالثاً: أن النسخة التي في الرباط بالمغرب العربي مشتملة على رسالتين:
إحداهما هذه «الصفات» والثانية «مشاجرة بين أهل مكة وأهل نجد» وكلاهما منسوب للحازمي. وبالرجوع إلى هذه «المشاجرة» تبين أنها كتاب الشيخ حمد بن معمر المعروف باسم «الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب» فهذا يدل على أن الناسخ وهم في نسبة هذين المؤلفين إلى الحازمي. إذ أن الثاني منهما لا يشك في أنه من تأليف ابن معمر ـ ولتأليفه قصة مشهورة ـ فكذلك الكتاب الأول من هذا المجموع.
رابعاً: أن هذا الكتاب جاء ضمن كتاب «الدرر السنية في الأجوبة النجدية» الذي جمعه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله في الجزء الثالث، صفحة (207ـ262) مجزوماً بأنه من تأليف ابن معمر.
خامساً: اشتهار نسبة هذا الكتاب للشيخ حمد بن معمر عند علماء نجد. كالشيخ محمد بن عبد اللطيف والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري والشيخ عبد العزيز ابن مرشد، وغيرهم. وقد رأيت بخط الآية في معرفة الكتب الشيخ سليمان الصنيع تخطئة نسبة الكتاب إلى الحازمي، وتصحيح نسبته إلى ابن معمر، وذلك على النسخة الهندية من الكتاب التي يمتلكها الشيخ سليمان الصنيع، وهي موجودة في مكتبة جامعة الملك سعود.
بذلك يتبين أن نسبة الكتاب إلى الشيخ محمد بن ناصر الحازمي غير صحيحة، وأنه من تأليف الشيخ حمد ابن ناصر بن معمر. وقد طبعت الكتاب عام 1413 هـ ضمن سلسلة رسائل وكتب علماء نجد، رقم 13 باسم «التحفة المدنية في العقيدة السلفية» كما هو العنوان في مخطوطة الكويت.
ثم طبع الكتاب بتحقيق عبد الرحمن ابن عبد الله التركي، عام 1415 هـ بعنوان: «الفواكه العذاب في معتقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب» (في الصفات) كما هو عنوان نسخة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تحت رقم (787).
فليعلم أن الكتابين كتاب واحد، وإن اختلف الاسم، لأن التسميات إنما هي من الناسخ وليس من المؤلف.
وقد وهم لأجل ذلك صاحب رسالة «مذكرة ببعض كتب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد». سليمان بن محمد، عندما جعل العنوانين لكتابين مستقلين (ص 43).
القائمة البريدية

Twitter

Facebook

Youtube